--------------------------------------------------------------------------------
سلطة الأخ على الأخت.. بين شدٍّ وجذب
يزداد حجم سلطة الابن مع زيادة انشغال الأب؛ حيث يشعر الأخ هنا أنه رجل ويجب أن تطيعه أخته، سواء أكانت أصغر منه أم أكبر؛ لأنه يحمل امتيازات كونه الذكر وهي الأنثى، فيمارس سلطته بنوع من الاستبداد والديكتاتورية، في حين أن البنت تسعى للتخلص من كافة الضغوط والقيود.
تقول هدى علي (طالبة) إن أخي يمنعني من حضور المناسبات والخروج مع صديقاتي لكن عندما يكون والدي موجوداً لا يستطيع فرض أية قيود لأن والدي أكثر تفهماً. وتضيف: في إحدى المرات دعتني صديقتي إلى حفل زواج فمنعني شقيقي الأكبر من الذهاب، وعندما أخبرت والدي وافق غير أن شقيقي حاول مناقشته فأنهى أبي الحوار بحسم مؤكداً أنه هو المسؤول عني وليس مسموحاً لأحد أن يفرض سلطته عليَّ.
وتوضح فاطمة الحاوي (طالبة): على أي حال ما يحدث هو أمر عادي ففي كل الأسر تكون للأخ امتيازات خاصة، والتحكم في هذه الامتيازات بالزيادة أو النقصان، يرجع للأب ومقدار تفهمه لنفسيات وشخصيات بناته. سارة القاسم (موظفة) تقول: برغم أنني أعمل الآن إلا أن شقيقي الأكبر لا يزال يأمرني بفعل ما يريده هو، فمثلاً ممنوع أن أذهب إلى أي مكان أريده إلا بصحبته، لا أشعر بأنني حصلت على حريتي لأنه يرصد خطواتي، والسبب في ذلك أنه متعدد العلاقات ويظن أن كل البنات يسهل خداعهن ويخشى أن يضحك عليَّ أحد من الشباب، فأفعاله الخاطئة تعكر صفو حياتي..
وكلما حاولت أن أقنعه أنني كبيرة وراشدة ينفعل ويهددني بالضرب، أما والدي فيكتفي بالنظر إلى ما يحدث.
وتؤكد هلا محمود (طالبة): محاولات شقيقي في التدخل بحياتي فاشلة لأن والدي موجود، وهناك مواقف كثيرة يذكرني فيها بأنه الأكبر ويجب أن أحترم رأيه، لكني أرد عليه بأنني لست صغيرة، ومادمت لا أخطئ فيما أفعله فلا داعي لفرض سيطرته عليَّ لأننا متساويان في الحقوق والواجبات، لذلك فأنا لا أعاني من أي تسلط أخوي لأننا متساويان في المعاملة وهذا الأسلوب الذي يتبعه والدي معنا منذ الصغر، وذلك بعكس الكثيرات من زميلاتي اللاتي يعانين من تسلط أشقائهن الذكور.
في السياق نفسه تقول منار قويدر (طالبة): والدي وشقيقي الأكبر يعاملانني بحب واحترام، ولأن أخي صغير فهو لا يملك أي سلطات في البيت، ولا أعتقد أن والدي سيسمح له في يوم من الأيام عندما يكبر بفرض أي سيطرة علينا، ولكن في المقابل لدي صديقة تعاني من هذه المشكلة حيث أن شقيقها الذي يكبرها بسنة واحدة يمنعها من الخروج أو حضور أي مناسبة، وللأسف أمه تشجعه على الاستمرار في هذه التصرفات باعتباره رجل البيت إن غاب الأب، في حين أن تصرفاته مع شقيقاته أبعد ما تكون عن الرجولة.
والدي صاحب سلطة
''والدي مصدر السلطة''.. هكذا بدأت الطالبة سحر عبدالله حديثها.
وتكمل ''لا نأخذ أي قرار في البيت ألا بموافقة والدي، لذلك لا توجد أي فرصة لأن يمارس أخي أي سلطات، فنحن متساويان في الحقوق والواجبات، وأعتقد أنه إذا فكر بعد فترة في الحد من حريتي فلن أسمح له فأنا تربيت بأسلوب معين وعندي حرية في الكثير من الأشياء يصعب أن أتنازل عنها أو أن أسمح له بالحد منها، فالبنت التي تعاني من سيطرة أشقائها مسؤولة عن ذلك، لأنها لو استطاعت من البداية إجبارهم على الاعتراف بشخصيتها ما عانت من تحكماتهم فيها.
درجة ثانية
وتقول الطالبة لبنى صالح: منذ صغري وأنا أعامل كمخلوق درجة ثانية، وشقيقي هو الأول في كل شيء حتى أخطاؤه يمكن التغاضي عنها، وكنت أعتقد أن الأمر طبيعي لكن عندما كبرت وزاد التمييز بدأت أعلن رفضي وأعصي أوامر شقيقي لأنها لا تعبر عن مصلحتي وإنما عن حبه للتحكم.
رأي الأشقاء
يقول محمد ابراهيم (طالب): للأسف أصبح هناك أخوة يمارسون سلطات وقيوداً على شقيقاتهم، ولكن بالنسبة لي أفضل كسب صداقة شقيقاتي، لأنهن يلجأن إلى استشارتي في كل الأمور، وأحاول الإقناع في مناقشاتي، وإذا لم يقتنعن لا أغضب، لأن ذلك سيفقدني حبهن، كذلك الوالد يحرص على غرس الاستقلال فينا جميعاً ولا أفكر في سلب إرادتهن كما يفعل بعض الاخوة مع شقيقاتهم.
ويؤكد محمد الأنصاري (موظف) أنه نادراً ما يمنع شقيقاته من فعل ما يردن، فوجود والدي يجعلهن جميعاً يلجأن إليه، وأتابع دوري كأخ إرشادي أكثر منه تحكمياً، لأنني إن فكرت في السيطرة فلن يسمح والدي بذلك، بالإضافة إلى أنني أحبهن بشدة ولا أفكر في إجبارهن على أي شيء.
ويختلف معه خالد القادري (موظف) قائلا: البنت يجب أن تخاف أخاها فالزمن الذي نعيشه الآن غير مأمون، ولتعلم إنني أحميها وأن هناك رجلاً بالبيت.
ويقول علي بالحسين (رب أسرة): أنا ضد سيطرة الأخ على أخواته خصوصاً - حسب رأيه - أن هذا الأمر زاد على حده في معظم البيوت، حيث يعتبر الأخ أن قسوته مع شقيقاته وتحكمه في تصرفاتهن دليل الرجولة، وتزداد المشكلة بغياب الأب وانشغاله عن أبنائه، في الوقت الذي يستمتع فيه الأخ بحريته خارج البيت والتصرف كما يحلو له لكنه في المقابل يمنع شقيقاته من مجرد الخروج مع صديقاتهن، لذلك فأنا أرفض وصاية الأخ على أخوته.